قطبا الرياض الهلال والنصر

فريق الهلال

فريق النصرتترقب الجماهير السعودية المباراة القمة بين الهلال والنصر في نهائي كأس ولي العهد ، والمقررة اليوم الجمعة على إستاد الملك فهد الدولي بالرياض تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد ووزير الدفاع.

وتحظى المباراة بأقصى درجات الاهتمام والمتابعة من الجماهير السعودية على اختلاف أطيافها ، لكونها نهائي واحدة من أهم بطولات المسابقات السعودية ، فضلا عن أنها حلقة جديدة من سلسلة التنافس التاريخي بين الجارين النصر والهلال.
عندما تحين ساعة الصفر في الثمانة والربع بتوقيت مكة المكرمة ، يعلن الأيطالي روكي انطلاق النهائي التاريخي بين النصر والهلال.

استعدادات الفريقين طوال الأيام الماضية عكست أهمية المباراة ، بعد أن فرض كل منهما السرية التامة على تحضيراته ، منذ فراغه من أخر مباراة له في الجولة الماضية لدوري زين السعودي للمحترفين .

وكان التعتيم الإعلامي سيد الموقف في المعسكرين ، حيث لملم الهلال أحزانه سريعا عقب الخسارة التي مني بها من الشباب 2/3 ، بعد مباراة دراماتيكية ، ظل الهلال متقدما فيها بهدف ياسر القحطاني ، حتى الدقيقة 81 ، قبل ان ينتفض الشباب في عشر دقائق وينهي المباراة لمصلحته 3/2.

وحرصت الإدارة الهلالية برئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد ،على عقد جلسات منفردة ومجمعة مع اللاعبين لإخراجهم من جو مباراة الشباب ، وتحضيرهم نفسيا للنهائي المرتقب ، وهو ما أعلن عنه بسرعة معهد المفرج مدير الكرة الهلالي عقب الخسارة من الشباب مباشرة ، عندما قلل في تصريح له لوسائل الإعلام من الخسارة التي تعرض لها فريقه ، معتبرا أنها كانت مجرد ثلاث نقاط خسرها الفريق ، مشيراً إلى ان هذه الخسارة لم تفقد الهلال بطولة ، ولم تمنح الشباب لقب ، بل ظل الحال كما هو عليه على لائحة ترتيب الدوري ، في المركز الثاني خلف الفتح ، وأن اتسع فارق النقاط بينهما إلى سبع نقاط.

واستطرد المفرج قائلا إن الأهم هو موعد الجمعة ، لأنها مباراة الكاسب فيها سيكون بطلا ، لذلك يجب أن نحضر أنفسنا ذهنيا ونفسيا وفنيا للكأس ، لانها مواجهات يخوضها الهلال والنصر بكل الحسابات.

في المقابل كان النصر قد خرج منتشيا بفوز على الاتفاق بهدفين دون رد ، واصل به الفريق سلسلة انتصاراته تحت قيادة مدربه الأوروجواني دانييال كارينيو ، لتزداد ثقة اللاعبين بأنفسهم أكثر ، وبمدربهم أيضا في الوقت الذي تقدم فيه الإدارة النصراوية برئاسة الأمير فيصل بن تركي نجاحات إدارية ، تصب في النهاية في مصلحة الفريق عندما نجحت الإدارة في سرية من التفاوض والتوقيع مع اليوناني الشهير انجيليوس خارستياس ، ليكون بديلاً عن الإكوادوري إيوفي الذي ابتعد عن الفريق لنهاية الموسم بسبب الإصابة.

وما يحسب للإدارة النصراوية في صفقة كارستياس ، أنها نجحت في إتمام الصفقة خارج فترة قيد المحترفين الرسمية ، دون أن ترتكب هفوة قانونية ، بل حظيت مساعيها بمباركة الفيفا.

هذا النجاح الإداري يقطف ثماره بشكل أو بأخر فريق الكرة ، لأنه يدعم الاستقرار ويرسخ الثقة بين منظومة العمل ككل.
فيما كان الجهاز الفني لكل من الفريقين ، ينفرد بلاعبيه خلف أسوار مغلقة ، كانت الإدارة في الناديين تلهب حماس اللاعبين بالإعلان عن مكافآت ضخمة بعد الفوز بالكأس ، وصلت إلى ما يزيد عن 180 ألف ريال لكل لاعب في الهلال ، وإلى ما يزيد عن 200 ألف ريال لكل لاعب في النصر.


الاستعداد الفني وأبرز الغائبين

على الصعيد الفني ، يمكن التعرف على ملامح قمة الغد من خلال أخر مباراة لكل منهما ، ففي الهلال نجد أن الكرواتي دالايتش زلاتكو المدير الفني للفريق ، والذي تولى المهمة خلفا عن الفرنسي المقال كمبواريه ، يميل إلى تكثيف اللاعبين المهاريين في منطقة وسط الملعب ، بإعادة محمد الشلهوب إلى التشكيلة الأساسية ، بعد لقي تجاهلاً تاما من الجهاز الفني السابق ، ووضح أن الكرواتي يثق كثيرا في الشلهوب ،كما ان عودة نواف العابد من الإصابة يضاعف من رغبة زلاتكو في الدفع باللاعبين المهاريين في منتصف الملعب ، ومعهما عبد العزيز الدوسري على أن يكون سلمان الفرج ، إلى جوار الكولمبي جوستافو لاعبي ارتكاز .

ويتوقع أن يبدأ الكرواتي زلاتكو برأسي حربة هما ياسر القحطاني والبرازيلي ويسلي لوبيز كما بدأ مباراة الشباب ، ولم يختل أداء فريقه إلا بعد أن خروج ياسر القحطاني واعتماده على رأس حربة وحيد.

ويظل الدفاع الهلال صداع في رأس الجهاز الفني ، حيث لم يقنع البرازيلي الجديد أوزايا الهلاليين بما يقدمه حتى الآن ، و في ظل غياب ماجد المرشدي ، وجد زلاتكو نفس مجبرا على الدفع بالظهير الأيسر عبد الله الزوري إلى اللعب في قلب الدفاع بجوار أوزايا ، لكن الثنائي يشكلان ثغرة واضحة في العمق الدفاعي الهلالي ، كما أن لاعبي المحور ليسا بالكفاءة التي تمكنهما من العودة إلى العمق ومساعدة قلبي الدفاع ، حيث يقدم الكولومبي جوستافو مستويات عادية حتى الآن ، بل أن أسلوبه في اللعب يتسم بالعنف والتهور أحيانا ، مما يجعله عرضة للبطاقات الملونة بكل سهولة.

ويبقى ياسر الشهراني أحد أفضل أوراق الفريق الهلالي الرابحة في خانة الظهير الأيسر ، بتحركاته الهجومية بجوار خط التماس ، مما يجعل منه رئة يتنفس منها الفريق هجوميا ، فيما سيكون على الطرف الأيمن سلطان البيشي ، وان كان يتميز بالصعود خلف المهاجمين ، إلا أنه يترك خلفه مساحات يكشف عنها ارتداده البطيء أحيانا .

بينما في حراسة المرمى سيكون المرشح الأول والأساسي عبدالله السديري في غياب الحارس الأول خالد شراحيلي الموقوف سنتين بسبب تعاطي مواد محظورة، لذلك فهو يتصدر لائحة اللاعبين الغائبين عن الهلال في هذه المباراة ، وسيغيب معه للإصابة عبد اللطيف الغنام .

وسيحتفظ الجهاز الفني إلى جواره على دكة البدلاء بالظهير محمد نامي و الكوري الجنوبي يوبيونج سو وماجد المرشدي .

على الجهة المقابلة ، نجد النصر يخوض المباراة بقائمة كاملة ، ولن يشكل غياب إيوفي بعد تم رفع اسمه من كشوفات الفريق أي مشكلة ، خاصة عقب نجاح الإدارة في تسجيل البديل اليوناني خاريستياس.

وسيكون اعتماد الأورجواني كارينيو على رأس حربة واحد بوجود محمد السهلاوي ، على أن يوجد خلفه أكثر من لاعب يميل للهجوم ، وهم خالد الزيلعي والبرازيلي الرائع باستوس ومعهما حسني عبد ربه بأدواره المختلفة في وسط الملعب ، بالإضافة لاعب الإرتكاز إبراهيم غالب .

ونجح كارينيو خلال فترة غياب الظهير الأيمن خالد الغامدي للإصابة ، في توظيف لاعب الوسط شايع شراحيلي ، في هذه الخانة ، وأدى المطلوب منه فيها بامتياز ، لذا يتوقع أن يبدأ به ظهيراً أيمن ، حتى لايدفع بالغامدي في مثل هذه المباريات و هو عائد للتو من الإصابة ، على أن يحتفظ به على دكة البدلاء والاستعانة به وقت الحاجة.

توظيف شراحيلي في مركز الظهير الأيمن ، منح كارينيو قدرة على تغيير شكل الفريق بتبديل وحيد ، يجريه كلما احتاج إلى تنشيط الاسترتيجية الهجومية للفريق ، حيث يسحب أحد لاعبي الارتكاز ويدفع بخالد الغامدي في الظهير الأيمن ، ويعود شراحيلي إلى منتصف الملعب في الوقت الذي يحرر فيه فيه حسني عبد ربه من الأدوتر الدفاعية في منتصف الملعب ، ويفرغه بالكامل للدور الهجومي ، مما يشكل قوة هجومية لا يستهان به ، بتسديداته الصاروخية ، واندفاعاته خلف المهاجمين.

فيما سيكون حسين عبد الغني في خانة الظهير الأيسر ،رغم الشكوك التي أثيرت بعدم قدرته على المشاركة ، إلا أنه أصبح جاهزا ، ويعتمد كارينيو بشكل اساسي على عمر هوساوي الذي يتصاعد مستواه من مباراة إلى أخرى إلى جوار المحترف البحريني محمد حسين في منطقة قلب الدفاع ، ومن خلفهم الحارس الأساسي عبد الله العنزي.

ولن يغامر الأورجواني بالدفع باليوناني كارستياس من أول المباراة ، ورغم أن اللاعب يتدرب مع الفريق منذ وصوله إلى الرياض ، لكنه لم يخض مع الفريق أي مباراة رسمية ، وعليه سيحتفظ به كورقة رابحة يلجأ إليها حسب مجريات المباراة .

تكاد قائمة اللاعبين الغائبين تخلو من اللاعبين المؤثرين باستثناء خالد شراحيلي الغائب عن الهلال للإيقاف سنتين فيما عدا ذلك يخوض الفريقان النهائي بقائمتين مكتملتين ، ويبقى التوفيق وقدرة كل جهاز فني على قراءة سيناريو المباراة قبل أن تبدأ وأثناء مجريات اللعب ، لترجيح كفة فريقه ، والتتويج باللقب.